التعليم والتعلم ومشاكل الطفولة
بواسطة
في 09-01-2010 عند 02:30 (3691 المشاهدات)
المدرسة :
هى البيئة الاجتماعية التى يلتحق بها الطفل بعد البيئة الاسرية الأولى وتؤثر المدرسة فى شخصية الطفل عن طريق شحذ ذكائه وتعليمه وتدريبه على التعامل مع الاخرين من أمثال الأطفال ومن المدرسين والعمال فيعرف الطفل مقومات الحياة الاجتماعية ويراعيها فى سلوكه
وتؤثر شخصية المدرس فى نفس الطفل فإنه بمثابة والده الذى يحتذيه فى كلامه وسلوكه ومعاملته للآخرين وأخلاقه
وكثيرا ماغيرت شخصية المدرس مستقبل تلاميذهم ووجهتهم وجهه جديده ويرتبط كل طفل بأصدقاء فى مثل سنه من أطفال المدرسة أو البيت أو النادى وبذلك يتفاعل الطفل مع هؤلاء الصغار تفاعلا يؤدى الى أن يتأثر بهم ويؤثر فيهم 0
التعلم
يقصد بالتعلم تكوين دوافع مكتسبة فى نفس الفرد أى اكساب عادات وعواطف ونمط معين للشخصية وتزويده بمهنة أو حرفة يسهم عن طريقها فى خدمة المجتمع وإعالة نفسه و أسرته ومواجهة مطالب البيئة والمجتمع ذلك أن الدوافع الأولية والانفعالات لا تكفى فى مساعدة الفرد على التكيف مع الظروف المعقدة التى تتطلبها الحياة الانسانية بما فيها من تشعب ومطالب ولابد للانسان ان يعيش فى مجتمع 0
وهذا المجتمع يقوم على ثقافة تتمثل فى كثير من النظم والقواعد والسنن والعقيدة التى تطبعت عليها الجماعة فى تاريخها خلال اجيال طويلة ولكى ينضوي الإنسان تحت لواء هذا المجتمع ويتمتع بكل ما يكفله له من مزايا ويسهم مجهوده فى استمرار حياة المجتمع ولتقدمه لابد له من ان يعرف كل ما يتطلبه المجتمع منه من واجبات وما يعطيه له من حقوق وان يتشرب فلسفة هذا المجتمع ويستوعب ثقافته وفنونه حتى يمتلىء بعاطفة الولاء للمجتمع والفهم السليم لمتاعبه واماله 0
ولن يتسنى للانسان ذلك الا بالتعلم
ولكن التعلم لا يقتصر على المدرسة وحدها فقد يوفر المجتمع للافراد سبل التعلم بكثير من الوسائل حتى يضمن طبعهم بالطابع الاجتماعى الذى ارتضاه لنفسه والاسرة والاصدقاء والكتب والاذاعة والتليفزيون والسينما والمساجد والمهرجانات والمعارض والاسواق كلها وسائل خلفها المجتمع لتيسير تعليم افراده وليس من الضرورى ان يتعلم الافراد من هذه الوسائل كلاما منمقا مصقولا بما تحفل به الكتب اذ يكفى ان يتعلم الافراد لغتهم ودينهم واغانيهم واخلاقهم وتقاليدهم ومثلهم العليا ويعرفوا مصالحهم واخطارهم والامهم وحكمهم وامثالهم وقصصهم الشعبية واساطيرهم فكل هذا ما يسمى بثقافة المجتمع وعن طريق هذه الثقافة يربط المجتمع الافراد به ويضمن ولاءهم له واستمرار تراثه الثقافى ويلقن المجتمع افراده هذا التراث الثقافى الضرورى لكل فرد فيه عن طريق المجتمعات الاولية التى يوجد فيها الفرد كالاسرة والرفاق والفريق والقرية او المجتمعات الثانوية كالحى والطبقة والمدينة فينشأ الفرد وقد تعلم كل هذا التراث الثقافى بدون أن ينصرف الى هذا التلعليم ويوجه اليه كل اهتمامه وادارته اذا يتم عن طريق التنشئة الاجتماعية0
وهناك نوعان من التعلم
التعلم الارادى الذي يتجه اليه الشخص بكل إرادته
التعلم المقصود بالدراسة هو الذى يزود الفرد بمجموعه من الخبرات والقدرات المكتسبة التى تساعده على التكيف مع ظروف البيئة والمجتمع
هو التعلم الذى نحصل عليه فى المدرسة أو الكتاب أو اى وسيلة تزودنا بالمعلومات أو المهارات الفردية لحياتنا ومن هنا لابد من توافر
عدة شروط فى عملية التعلم حتى تتم وهى :
شروط خاصة بالشخص المتعلم
شروط خاصه بالمعلم
شروط خاصة بالمادة المطلوب تعلمها
شروط خاصة بالجو التعليمى
شروط خاصة بالشخص المتعلم تتلخص فى ما يأتى :
(-) سلامة الأدوات التى تستقبل عملية التعلم كالحواس والاعضاء المختلفة
(-) قدرات عقلية كافية لتلقى المعلومات والاستفادة منها
(-) رغبة حقيقية فى نفس المتعلم وإرادة صادقه للتعليم
(-) صحة جسمية ونفسية تسمح بالانصراف الى عملية التعلم وتوجيه الانتباه اليها
(-) ظروف اجتماعية واقتصادية تسمح بالتعلم وتحث عليه وتقدر قيمته
2 - أما الشروط الخاصة بالمعلم فهي :
(-) أن يكون صالحا لمزاولة المهنه ومعدا لها اعدادا سليما ومتوافقا مع المجتمع وقادرا على نقل هذا التوافق الى تلاميذه
3- أما الشروط الخاصة بالمادة المطلوب تعلمها :
(-) أهمها أن تكون فى مستوى قدرا ت المتعلم العقلية والنفسية والجسمية وثقافة المجتمع وحاجته اليها 0
4-أما الشروط الخاصة بالجو التعليمى
فأهمها أن يكون صالحا لاتمام عملية التعلم بصورة ناجحة وان يساعد المتعلمين على ان يتفرغوا لعملهم على الوجه الأكمل وان ييسر الكشف عن المواهب وتعديل السلوك
بعض مشكلات الطفولة
يكون سلوك الإنسان ردا على سلوك الآخرين واستجابة للدوافع النفسية أو الظروف الاجتماعية التي تؤثر فيه ومن هنا يلزمنا الا ننظر الى السلوك فى ذاته و إنما فيما يحيط به من ظروف فقبل ان نعاقب الطفل على سلوك نستنكره يجب أن نبحث عن الأسباب التي أدت إليها ونعالجها 0
يعترى الآباء والأمهات قلق كبير من بعض تصرفات الاطفال فى سن ما قبل المدرسة مثل ضعف شهية الطفل للطعام ومثل عدم القدرة على ضبط البول ومثل الخوف من الظلام ومثل عدم الرغبة فى الاستحمام وغير ذلك وهى حالات عادية لاتستدعى القلق ويتوقف مقدار نجاح الوالدين فى معالجتها على هدوئها وعدم الثورة أمام الطفل
فالطفل الذى لا يتناول كمية كبيرة من الطعام ليس طفلا شاذا يستوجب القلق فانه سيأكل حتى يشبع والكمية التي يتناولها تكفى لغذائه وهو عندما يحس بالجوع سوف يطلب الطعام حتما ولا يستطيع أن يصبر على الجوع ومادام الطفل لا يشكو مرضا فهو ليس بحاجه الى أكثر مما يتناوله من الطعام ولكن بعض الامهات يحسبن أن السمنة هى دليل الصحة والقوة وهى التي تحمى الطفل من المرض وهذا خطأ كبير / اما مشكلات الطفل فى المدرسة الابتدائية أو المدرسة الأولى التي يلتحق بها لأول مرة فمنها :
الخوف من المدرسة :
ذلك أن الطفل تعود على أسرته وأحب كل شخص فيها وعرف طباعه ومنزلته عنده فاذا حرم من هذه الظروف المحببة إليه فجأة فانه لاشك يشعر بالخوف والقلق وقد يدفعه هذا الشعور الى التعلق بوالديه والاستغاثة بهما حتى لا يتركاه لوسط جديد لا يعرف عنه شيئا ويخيفه كل شىء فيه لأنه يجهل كل ما فى هذا الوسط من أشخاص وأشياء 0
العلاج :
فالواجب على الوالدين يهيئا الطفل للالتحاق بالمدرسة بأن يحدثاه عنها ويصحباه اليها عدة مرات قبل بدء الدراسة ويعرفاه ببعض رفاق اللعب وفى يوم الافتتاح يعطيانه بعض اللعب أو الأدوات المدرسية ولا يطيلان المكوث معه أو التردد عليه كثيرا أثناء اليوم فانه ما يلبث أن يألف المدرسة أو يأتلف مع بعض الأصدقاء ويحظى بقدر من التوافق الاجتماعى يزداد بزيادة ائتلافه مع المجتمع المدرسى
الإعاقة :
يقصد بالاعاقة كل قصور فى نمو الطفل جسميا أو نفسيا أو البدن وضعف الكبد والتهاب اللوزتين المزمن والاصابه بمرض الحمى الروماتزمية أو شلل الأطفال أو السكر أو الصداع أو التهاب المثانة أو تسلسل البول أو الكساح واختلال الغدد وضعف الصحة العامة 0
ومن الاعاقة النفسية : النفور من الآخرين والعدوانية الشديدة والسلوك الجنسى المبكر والتعلق بالأم 0
ومن الاعاقة العقلية : ضعف العقل وضعف الذكاء وتأخر الكلام والاطفال المعوقون لا يمكن أن يتلقوا تعليما أو معاملة مثل الأطفال العاديين ولذلك تعتبر الاعاقة من اهم مشاكل الطفوله
العلاج :
من أهم واجبات الأبوين اكتشافها مبكرا ثم المدرسة ثم طبيب الصحة المدرسية ومع كل طرف من هؤلاء أن يسرع بالتعاون مع الآخرين فى التنبيه إلى وجود الإعاقة والى التأكد منها وتحديدها بدقة اذ يمكن بعد ذلك معالجة الطفل ان كان ذلك ممكنا أو توجيهه نحو الدراسة المناسبة لحالته وليس فى ذلك عيب لأن الإعاقة أمر محتمل فى كل أسره
السرقة :
قد يسرق الطفل لأنه لا يفرق بين ممتلكاته وممتلكات الآخرين وقد يحسب أن كل شىء مباح له بحكم غلبة الانانية عليه فى مرحلة الطفولة المبكرة وهو فى هذا لا يعرف أنه يرتكب اثما كما يسرق الطفل لانه محروم من امتلاك لعبه خاصه به أو انتقاما من الاطفال اللذين يفتخرون عليه بكثرة لعبهم فالطفل اذا لايسرق بالمعنى المفهوم للسرقة الا اذا كان مدفوعا لذلك بأشخاص راشدين ومن الخطأ أن تطلق على الطفل لفظ السارق أو اللص لمجرد أنه ارتكب عملا من هذا النوع
العلاج :
ينبغى علينا ان تزوده بلعب خاصه وان نوضح له معنى الامتلاك وحق كل فرد التصرف فى املاكه الخاصه وواجب كل انسان فى احترام هذا الحق وتأكيده وان كان هذا لا يمنع تعريف الطفل بان هناك ممتلكات عامه من حق الجميع التمتع بها والمحافظة عليها وبذلك نغرس فى نفس الطفل أهمية مراعاة الممتلكات العامه فى مجتمعنا الديمقراطى الذى تزايد فيه الممتلكات بمقدار اتساع نطاق التطبيق الديمقراطي على حياتنا 0
الموهوبون هم أهم العناصر البشرية لما يتمتعون به من قدرات ومواهب وطاقات عاليه تمكنهم من تحقيق التقدم والرفاهية لمجتمعاتهم شريطة ان تتوافر لهم كافة أنواع الرعاية والتى من اهمها الرعاية فى مجال التعليم والاسرة
( أ ) دور الاسرة فى رعاية الطفل الموهوب
لابد للأب والام أن يتركا الحرية للطفل فى اظهار موهبته سواء كانت فى مجال الرسم والموسيقى او كتابة الشعر او القصه 00000 الخ
من هذه المجالات وذلك عن طريق تشجيعه واتاحة الفرصة له بتنمية هذه الموهبة على سبيل المثال اذا كان يحب الرسم مثلا يجب على الاسرة ان تعطيه فرصة بان يعبر عما يدور فى خياله وان يحضروا له الالوان والادوات التي تعطيه الفرصة لممارسة هذه الموهبة ولا يسخران منه بانه يقوم بتضييع الوقت وان ذلك يعيقه عن دراسته فهذ تقليد خاطىء
( ب ) دور المدرسة فى رعاية الطفل الموهوب :
يجب على مدرس المادة بالمدرسة ان يعطى الطفل حقه فى ممارسة هوايته التي يحبها فى اى مجال من المجالات التي ذكرناها سابقا على سبيل المثال كما ذكرنا موهبة الرسم اذا كان يحب الرسم يترك له الحرية فى التعبير عن افكاره دون ان يتدخل الا اذا احتاج الامر بعض التوجيهات البسيطه من قبل المدرس ولا يسخر من رسومه بل يشجعه وعرض الاهتمام برسومه داخل حجرة التربية الفنية وحثه على العمل بالجوائز وشهادات التقدير
وتختلف وجهات النظر حول قضايا تعليم الموهوبين والبعض يرى ان يخصص لهم فصول دراسية مستقلة فى المدارس العادية وان تخصص لهم كذلك مناهج دراسية والبعض يذهب الى ابعد من ذلك فيؤكد على اهمية ان تكون للموهوبين مدارس مستقلة 0
وفى المقابل هناك وجهات نظر أخرى ترى عدم عزل الموهوبين فى مدارس أو فى فصول خاصة بهم ويستندون فى ذلك الى ان عملية العزل تتعارض مع ديمقراطية التلعيم وان توزيع التلاميذ فى الفصول يجب أن يكون توزيعا طبيعيا بحيث يضم كل فصل مختلف فئات التلاميذ دون تمييز ويرون ان هذا الدمج فيه فائدة للموهوبين والعاديين على أداء أفضل كما يرى المؤيدون لوجهة النظر هذه أن وجود الموهوبين مع العاديين يؤكد أن المتميز متميز فى جانب معين مما يشجع الآخرين على التميز فى جوانب أخرى هذا بالاضافة الى ان وجود النوعين معا يكون أكثر اقتصاديا وتوفير لنفقات التعليم
المراجع
*علم النفس التربوي والتوافق الاجتماعي ص 81 : ص 87
للدكتور/ عبد المجيد عبد الرحيم
*التعلم ص 187 : ص 189